المختصر في حقوق الانسان

سعى الإنسان منذ القدم للحصول على الحريات والحفاظ على حقوقه، فكما هو متعارف عليه في العلوم السياسية أن الطبيعة البشرية هي طبيعة صراعية وأن النفس البشرية تحمل في طياتها صفتي الخضوع والسلطة بنسب متفاوتة بين البشر

والشواهد التاريخية للاستبداد والظلم والقهر كثيرة ولا حصر لها، فهذا الإنسان قد عانا الأمرين حتى استطاع الحصول على حرياته التي نراها في وقتنا المعاصر، بعد تقديم العديد من التضحيات وبعد التعرض للعديد من أشكال المعاناة والظلم

إن مسألة حقوق الإنسان من المسائل المهمة والمصيرية، بل يمكن لنا أن نقول بأن حقوق الإنسان هي الأصل والأساس لكل شيء، فمنها تنبع كل الأمور التي تتعلق في حياتنا وفي عالمنا

فلولا وجود الحق في البحث العلمي لما رأينا هذا التطور، ولولا وجود الحق في الحياة لوجدنا جميع البشر تتقاتل فيما بينها، ولولا وجود الحقوق التي تحفظ حقوق الإنسان لوجدنا النفس البشرية تعذب في كل أرجاء الأرض

بالطبع لكل قاعدة شواذ، ومن المؤكد أن تطبيق واحترام تلك الحقوق نسبته متفاوتة من دولة إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر، إلا أننا نستطيع القول أنه في زمن العولمة وتداخل الدول والمجتمعات أصبح من الصعب على العديد من الدول الاستبداد في السلطة وقمع الشعوب من دون معرفة المجتمع الدولي والعالمي لذلك، ومن دون معرفة وسائل الرأي العام المختلفة لحقيقة ما يجري

وبما أن التجربة الإنسانية كانت حافلة بالمعارك التي تنشد العدل وتدافع عن الحق في وجه الظلم، كان من الضروري إقرار القوانين والمواثيق التي تحفظ تلك الحقوق من الضياع وتحمي حقوق الشعوب والأفراد من الانتهاك لتضع الضوابط والقيود على الأنظمة والدول والحكومات لمنعها من الانتقاص من تلك القيم الإنسانية وانتهاك الحريات البشرية ومنع الحقوق الفردية والجماعية

وعليه سلطنا في كتيب المختصر في حقوق الانسان الضوء على مفهوم حقوق الإنسان والمراحل التاريخية التي مر بها مروراً بأهم الاتفاقيات والمواثيق والآليات الدولية لحفظ حقوق الإنسان وصولاً لأهم الأجهزة الدولية المعنية بحماية حقوق الإنسان

قم باختبار معلوماتك بعد قراءة الكتيب لتحصل على شهادة معتمدة تفيد باجتيازك لاختبار المادة العلمية